نوكيا .. والزمن
لو أنك ياعزيزي من جيل الثمانينات وماقبل فبكل تأكيد لك ذكريات جميلة مع أجهزة نوكيا التي كانت ثورة ذاك الزمان وشهدنا تطورها ونموها بشكل "يفغر الفاه" من تحول الشاشات الأبيض وأسود إلى شاشات ملونة مرورًا بإضافة الكاميرات وزيادة مساحة الذاكرة الداخلية وحتى الإتصال بالإنترنت، وبما أن موضوعنا عن نوكيا فلن نتحدث عن ثورة البلاك بيري والـ BBM (يازمـــــــن الطيبين). السؤال الذي يطرح نفسه وأكيد أنه مر في بالك من قبل ولو لمرة، وين نوكيا هالأيام ؟ إش صار فيها ؟ وإش الأسباب ؟!
هنا نبدأ فلسفتنا التسويقية عزيزي، عام 2008م كانت نقطة تحول كبيرة في صناعة الهواتف المحمولة وإنطلاقة "الذكية" منها بعد دخول IPhone و Android عمالقة أنظمة التشغيل إلى السوق مما سبب ثورة وتغير في القرارات الشرائية وخلق إقتصاد جديد ونمو هائل في قطاع التطبيقات والبرمجيات اللي نشوفها اليوم منتشرة على كثير من أجهزتنا. ، كثير من الشركات المصنعة للهواتف أخذت قرار ذكي وقامت فورًا بتبني التغيير أمثال Samsung ، LG ، HTC ، والعديد غيرهم تباعًا وبدأت هذه الشركات بتحويل أنظمة التشغيل على هواتفها إلى Android ماساعدها على الحفاظ على مكانها والمنافسة بل وزيادة حصتها السوقية بشكل كبير حتى أصبحت شبه مسيطرة ويصعب منافستها.
في أثناء ذلك كانت نوكيا إحدى الشركات التي رفضت ركوب موجة التغيير هذه ولم تهتم برغبات وتوجهات المستخدمين وبقيت متمسكة بأنظمة التشغيل الخاصة بها ولا ننكر أنها قامت بتطوير هذه الأنظمة في محاولات يائسة لإعادة إكتساح السوق ولكن دون جدوى مما جعلها تفقد فرصة المنافسة مع مرور الوقت.
الآن وبعد مرور 10 سنوات تقريبًا، أعلنت نوكيا في نهاية 2016 عن عزمها إطلاق هواتف تعمل بنظام Android (الذي أصبح منتشر بنسبة %86) في النصف الأول من عام 2017. هذا التأخر في التغيير والذي كلّف الشركة العملاقة ذات التاريخ العريق العديد من الخسائر يعني دخولها في منافسة صعبة بعد ما أصبحت الشركات التي ركبت الموجة وتبنت التغيير بشكل سريع شبه مسيطرة على الحصة السوقية الأكبر. الدرس المستفاد من هذه القصة بغض النظر عن مجال عملك أو صناعتك هو أن النجاح يحصده من يتابع توجهات واهتمامات المستخدمين ويتقبّل الوقائع ويواكب التغيير بأسرع وقت للحفاظ على مقعده في السوق. ياترى هل ستستعيد نوكيا أمجادها السابقة ؟ أنتم قولوا لنا إش رأيكم ؟